الدعم المتواصل لـ"زهرة"- أمل جديد لمكافحة سرطان الثدي

المؤلف: عبدالرحمن الجديع11.08.2025
الدعم المتواصل لـ"زهرة"- أمل جديد لمكافحة سرطان الثدي

يشهد العمل الخيري والتطوعي في ربوع المملكة العربية السعودية ازدهاراً لافتاً، مدعوماً بسخاء من القيادة الرشيدة، وتعاون مثمر بين القطاعات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني. وتسعى المملكة جاهدة، من خلال هذه المساعي المباركة، إلى ترسيخ دعائم منظومة صحية واجتماعية متكاملة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين الكرام، وصولاً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة. علاوة على ذلك، يعكس الاهتمام المتزايد بالعمل التطوعي مدى وعي المواطن السعودي النبيل، وإدراكه العميق لأهمية مساندة المؤسسات الخيرية التي تضطلع بدور حيوي في نشر المعرفة، وتعزيز الوعي الثقافي، وترسيخ الأمن الصحي في المجتمع.

وتتبوأ «جمعية زهرة لسرطان الثدي» مكانة مرموقة في صدارة هذه المؤسسات الخيرية، حيث تواصل عملها الدؤوب والمتفاني لرفع مستوى الوعي الوقائي لدى السيدات الفاضلات في مختلف أنحاء المملكة. كما تحرص الجمعية على تقديم الدعم اللازم للمريضات والمتعافيات على حد سواء، وذلك بتوجيه ومتابعة دقيقة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز، رئيسة مجلس إدارة جمعية زهرة الخيرية، التي تؤكد دوماً على إيمان القيادة الراسخ بأهمية تعزيز روح العطاء والمسؤولية المجتمعية، الأمر الذي يسهم بشكل فاعل في بناء مجتمع حيوي ومتماسك، ينعم بالصحة والعافية، ومقبل على الحياة بتفاؤل وأمل مشرق.

إدراكاً من القطاع الخاص للدور الفاعل والمؤثر الذي تضطلع به جمعية زهرة، فقد سارعت العديد من مؤسسات القطاع الخاص إلى التجاوب مع رسالة الجمعية النبيلة في مجال التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي. ومن بين هذه المؤسسات الرائدة شركة أرامكو السعودية، وكذلك صندوق الاستثمارات العامة من خلال الشركات التابعة له، حيث استضافت مجموعة روشن وشركة الجولف السعودية العديد من الفعاليات والأنشطة الهادفة لدعم جمعية زهرة في جهودها للتوعية والوقاية من هذا الداء العضال.

وفي سياق الدعم والإسناد المتواصل، استضاف نادي الرياض للجولف، في الثاني من شهر نوفمبر الجاري، فعالية جماهيرية حاشدة تمثلت في «المسيرة الوردية»، بمشاركة واسعة من الرجال والنساء، وذلك ضمن فعاليات بطولة أرامكو النسائية الدولية للجولف، المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة.

وخلال فعاليات «المسيرة الوردية»، أعرب الرئيس التنفيذي للجولف السعودية نوح علي رضا، عن بالغ سعادته باستقبال صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء، وكافة أعضاء الجمعية، مؤكداً على أهمية هذه الفعاليات الوطنية ودورها المحوري في نشر ثقافة العمل التطوعي في مجال الصحة العامة، وانعكاساتها الإيجابية على تعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة. كما شهدت جامعة الملك سعود مسيرة زهرة للتوعية خلال شهر أكتوبر، الذي يمثل شهر التوعية بسرطان الثدي على مستوى العالم.

لقد أثبتت «جمعية زهرة لسرطان الثدي» جدارتها وريادتها في مجال مكافحة هذا المرض الخبيث، وذلك من خلال جهودها الدؤوبة في التوعية الوقائية، وتقديم الدعم الشامل والمتكامل للمصابات والمتعافيات وذويهن. ومنذ تأسيسها، وضعت الجمعية نصب عينيها مهمة نبيلة وملهمة تتمثل في تقليص آثار سرطان الثدي، وتعزيز الوعي الصحي بين جميع النساء، مما جعلها بحق واحدة من أبرز المنظمات غير الربحية العاملة في هذا المجال الحيوي.

وتحرص جمعية زهرة على تنظيم حملات توعية دورية، وعقد ورش عمل ومحاضرات تثقيفية في مختلف مناطق المملكة، تستهدف جميع شرائح المجتمع. ولا تقتصر هذه الأنشطة على نشر المعلومات حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي فحسب، بل تسعى أيضاً إلى محو المفاهيم الخاطئة والأفكار السلبية المترسخة في أذهان الكثيرات حول هذا المرض، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تقليل حالات الاكتشاف المتأخر، وبالتالي تحسين فرص الشفاء والنجاة من المرض.

وفي إطار جهودها المتواصلة لنشر الوعي، تقدم جمعية زهرة دعماً شاملاً ومتكاملاً للمصابات بالمرض، يشمل الإسناد النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى توفير المشورة القانونية والطبية المتخصصة.

إن الشعور بالوحدة والعزلة وفقدان الأمل تعد من التحديات الكبرى التي تواجه النساء خلال رحلة العلاج الشاقة، وهنا يبرز الدور المحوري للجمعية كمصدر للأمل والتفاؤل، من خلال إنشاء مجموعات للدعم والتأهيل، وتوفير بيئة آمنة للتواصل وتبادل الخبرات. وتساهم الجمعية بفاعلية في تعزيز العلاقات الإيجابية بين المصابات، وتبادل التجارب والنصائح القيمة، مما يساعد في تقليل القلق ومحاصرة التوتر.

ولا تقتصر برامج الجمعية على الدعم خلال فترة العلاج فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل تأهيل النساء المتعافيات نفسياً واجتماعياً، وتمكينهن من العودة إلى ممارسة حياتهن الطبيعية، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية ودورات تأهيلية متخصصة. وتساعد الجمعية النساء على اكتساب مهارات جديدة تمكنهن من دخول سوق العمل، وبالتالي تحسين جودة حياتهن ومساهمتهن الفاعلة في خدمة المجتمع. إن تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً هو جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة الطموحة نحو بناء مجتمع صحي ومستدام.

إن الرسالة الإنسانية النبيلة التي تحملها جمعية زهرة تزرع الأمل في قلوب الكثير من النساء، وتساهم بشكل فعال في تحسين جودة حياتهن، وذلك بفضل التوجه الإيجابي والجهود المستمرة التي تبذلها الجمعية لإحداث تغيير حقيقي وملموس في المجتمع.

إن جمعية زهرة ليست مجرد جمعية تقدم الدعم والرعاية، بل هي رمز للعزيمة والإصرار على مكافحة سرطان الثدي، وتوفير حياة أفضل لجميع النساء ضحايا هذا المرض، ليصبحن أكثر قوة وثباتاً، وأعمق إيماناً بقدراتهن الخلاقة على هزيمة الألم والمعاناة.

إن جمعية زهرة لسرطان الثدي تستحق منا جميعاً كل الدعم والتشجيع في مسيرتها النبيلة. وستظل جهودها الحثيثة والمتواصلة في مجال التوعية والدعم نبراساً يضيء الطريق، وبارقة أمل للعديد من النساء، بما يعزز التلاحم المجتمعي في مواجهة هذا التحدي الكبير.

إن التكاتف مع الجمعية ودعم برامجها هو واجب إنساني ووطني لنصرة المصابات والمتعافيات، ولصنع تغيير إيجابي ومستدام يحيي طاقة التفاؤل، وينعش قوة الأمل والعزيمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة